وأنا في بستآن الحرف كآن هناك رجل كهل في يده غصن خيزرآن قديم
سألني بعد أن قرأ عيناي ..!!
متى تكفين عن البكاء ؟ فرفعت بصري وقلت عنما تجف السماء
قال وهو يحرك الخيزرآن : وراء كل رجل عظيم إمرأة ، ووراء كل إمرأة عظيمة رجل
فـ/أخذت إلتفاتة سريعة إلى الوراء وقلت :لا أحد
نظر إليّ بأطرآف عينيه وكأنه يقلب أفكاره ليسأل من جديد
أيهما أصدق ..؟ ألشاعر أم الشاعرة
قلت : كلاهما في آنية وآحده
إبتسم وهو يحاول النهوض على تعب
وقآل : أي النساء أنتِ
فأجبته بقلبٍ بارد : لا أجد لي تصنيف فأنا أنا
قال والحيرة تملأ رأسه : إلى إي مدى ستبقين في هذا البستآن
قلت : حتى تمتلأ السلال أو يجفّ
إقترب إلي وهو يتوكأ على خيزرآنته حتى وضع يده على رأسي وقال :
دمع الغزال ، في هذا البستآن يوجد العديد من الفوآكه وفيها فطر سآم
الهواء هنا نقيّ ، ورؤية الشمس من هنا كل صبآح لشيء جميل ولكن؛
يا إبنتي الصغيرة ، بعض من يأتي إلى البستآن يلوثونه بدخآن سجائرهم
ويقطفون الثمار بشكل عشوآئيّ ، ويصرخون بأعلى صوت ليجمعون الذين على شاكلتهم
ويفرقون الطيور ، بنيّتي العيش هنآ قاسٍ جدا رغم أن مظهره الخارجيّ يوحي بالسعادة
ففي الليل تخرج القوارض وتبدأ بقضم كل مورق ، وتصدر أصوآتا بشعة تزعج الآذآن
بنيتي : إذا أردتي العيش هنا فلا تخرجي في الليل حتى يحين الصبآح ، ولا تبتسمي لكل
عآبر
فليس كل عآبر من بني الإنسآن ، وتذوقي قبل أن تقومي بالقطف ، وسألي ولا تخجلي
ولكن عند السؤال إبحثي من يمتلك عينان كعينيك ، ليعكس صفاء فكره عليك
بنيتي : قالها بعدما أنزل يده من على رأسي فرفعت بصري إليه ووضعتها في عينيه
ومد يده ليضع الخيزرآنة في يدي ..!! وقآل
عشت هنا أغلب العمر ، وتعرفت على الكثير وما وجدت أصدق من هذه الخيزرآنة
فجعليها لك عونا
ورحل ..!!!!!