السبت، 7 أغسطس 2010

تسير ببطئ وكأن في قدميها خلال من حديد ، وفي كفيها باقة من ورد رمادية
تسير وفي عينيها رسى الدمع وتحولاتا من البياض إلى لون أحمر داكن
وكأن جمرة تحترق في عينيها لتلسع أجفانها،
بخطى متثاقلة ونحيب لا يهدئ وكأنها بالأمس شرعت جثته واحتضنت بقاياه ودفنته
وكأنها بالأمس ، كانت تراقصه على نبضاته ، وكأنها بالأمس تخبئ رسائله
وكأنها وكأنها وشريط الذكريات لا يهدئ كالموج المتلاطم وهي في ظلمات ثلاث
وصلت إلى ضريحه وزاد بكاءها بكاء حتى كاد الضريح يزهر ويخرج من عبقه دمعا أحمرا
وجهها شاحب علامات اليأس حفرت على سواعدها ، ومقطوعات الألم نقشت على قلبها
وختمت بالشمع ،
تناجيه وكأنها يسمعها ، ثم تصمت عل إجابة من الريح تكون كافية لتخلع قلبها من جسدها فتدفنه بجواره إلى الأبد
زمجرت السماء وكأنها تقرع طبول الخوف في نبضاتها ، فشخص بصرها ، وتهشمت ورودها ، وسقطت شبه مغشي عليها
كم كانت تتمنى أن تضع يدها بيده ، أن يطق الطبول الغجرية لها ، أن تهمس له بجنون الأنثى ، وأن تتكسر بضعف كي تستند عليه
كم كانت تتمنى أن تحيك أحلامها في فصل صيفي وترديه في الشتاء ليكون لها معطفا من برودة مشاعرهما
لافكاك من الوجع لا فكاك
انتهت مراسم الزيارة وعليها أن تعود من حيث جاءات
ولا تزال تلك الخلاخل تعيقها عن الحركة والمطر شديد
والخوف يحيط بها من كل جانب وهي تحاول ان تتجرد من الوجع
لتصاب بالهسترية فتراقص المطر على مقبرة وجدها
إلى أن وصلت إلى كهفها الصغير
تنزوي بمفردها وتشعل الشموع
وتسل سيف حرفها لتكتب
إعلم أنه لا رجل في هذا العالم يستحق إلا أنت
ولن أمل من الذهاب إلى ضريحك ولا حتى من احضار الورد
أو مراقصة حبات المطر بقرب قبرك
أو الكف عن مناداتك في أحلامي
صدقني لن أمل ولن أمل
فأنت للقلب دفئ وللروح سكينة
وإن أتت الرياح عكس سفينتي
فسأرمي المرساة في قعر الأمل
حتى تهدئ الرياح وأسير إليك
فأنت آخر أحلامي وآخرها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق